نحن لبنانيون، كنا مقيمين في دبي عندما حملت بطفلتي إيمان. في
الأسبوع الـ 35 من الحمل وعند زيارة الطبيب، إنتبه الأطباء أن
أرجل إيمان أصغر من الحجم العادي، لذلك طلبوا القيام بالمزيد من
الفحوصات. ونتيجة لذلك، أكدوا أن عمودها الفقري ليس مكتملاً
ونصحنا عندها الأطباء بالتخلي عن الطفلة لأنها ستكون في وضع
صعب للغاية. كما قالوا أنها لن تكون قادرة على التحرك وأنها ستبقى
في وضعية النوم دائماً. إضافة إلى ذلك تم إبلاغنا بأنه لديها مشكلة في
القلب وأنها سوف مصابة "بمتلازمة الطفل الأزرق"، وهذا يعني أنها
قد تكون مصابة بمشاكل دماغية. حاول الأطباء توصيف الحالة بأن
الطفلة لن تكون قادرة على التنفس الطبيعي أو تناول الطعام أو القيام
بأي شيء آخر بشكل عادي. وقالوا أنها لن تكون لها القدرة على
السيطرة على البول والبراز. ومع ذلك، واصلنا بالحمل.
في اليوم المقرر للولادة توجهت إلى أفضل مستشفى في لبنان. بعد أن
ولدت، تم وضعها لبضعة أيام في العناية في انتظار معرفة ما سيحل
بها من دون محاولة القيام بأي دراسات أو أبحاث لمعرفة ما يجب
القيام به في وضعها الصحي هذا.
عدنا إلى دبي بعد أن بلغت الثلاثة أشهر، وهناك تعرفنا إلى طبيب
أخصائي جراحة أطفال والذي قدم لنا المساعدة والنصائح والعلاج.
وضع قلبها إستقر تلقائياً منذ الولادة دون الحاجة إلى إجراء أي علاج
أو جراحة.
يسعدني القول وأنه بالرغم من كل هذه التحديات التي واجهناها خلال
فترة الحمل والولادة، إيمان الآن طفلة نامية وسعيدة وتبلغ سنتين من
العمر. بدأت ترتاد الحضانة منذ بضعة أشهر، تستطيع الجلوس،
الكلام والأكل وكل ما يفعله الأطفال في عمرها. معلماتها تحبانها وهم
سعداء جداً بقدراتها. إنها ذكية جداً ونشيطة، قوية ومستقلة، تحاول
دائما أن تفعل كل شيء بنفسها. على الرغم من أنها لا تستطيع
المشي، لكن هذا لم يمنعها من التحرك والتوجه إلى حيث تريد. إنها
طفلة لطيفة، ذكية ومرحة والجميع يحبها.